بقلم / منذر المتربيعي
تحت ضوء القمر ليلة التمام ، وبين فحيح
الأوراق المتساقطة على ضفاف النهر، وبينا أنا أمد عيني في أفق السماء ، ويلوح بريق
الكواكب المتناثرة كأنها الوهج المضيء .
لست أقصد ذلك ، بل كأنها الدر المنثور ، أو
النور المتلألئ على صفحات طباق يسيل منها قطرات كأنهن الياقوت والمرجان فتلامس
ما بدا من نبات الأرض .
تسقط فأسمع في نفسي صداها فيأخذني الصوت
إلى مكان بعيد .
أنتبه لحظة لأرى ما كنت أرقبه فأحاول أن
أملأ عيناي برؤيته فتعجز المدارك والأفهام.
أدنو خطوة فلا يزداد الأمر إلا غموضا .
شعاع من نور أو جذوة من نار غير أنها
تختلط بها حبات الثلج الباردة فتسيل كأنها الأنهار الجارية.
تنبعث منها رائحة لا أحتمل شذاها ،
تتفجر تحتها الينابيع فتبدو والنور حولها كأنها عين البريق.
هممت أن أدنو منها فمددت يدي حتى نبضت
شرايين البنان ، فأصابتني رجفة.
مددت الأخرى ودنوت حتى صارت عروقي كأنها
الغدق ،
رفعتها إلى السماء حتى لامست ضوء القمر .
ورأيتها
حين انكشف عنها الخبر.
لا
أدري أهي درة ، أم ياقوتة ، أم مرجان البحر.
بل
عرفتها...
هي
دمعة في عيون الأحبة تترقرق وقت السحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق